الخميس، 25 أكتوبر 2012

المترفـــون ..... عـــثّــــه !



المترفون  ....( عثـّه ) !  
                
يعرّف اهل اللغة الترف بقولهم .. هو التنعّم و المُترف من كان مُنّعم البدن مُدلّلا .. وهو الذي أبطرته النعمة و سَعةُ العيش و اترفته النعمة اي اطغته ....
 لا ازيد في النقل خشية الغرق في عمق المعاني فأكتفي بهذا التقديم البسيط ليكون مدخلا لمعرفة اخطر انواعه التي انتشرت كانتشار الأَرَضَة ( العثـة ) في جذع نخلة عجوز تكاد تسقط دون ان تمسسها ريح ..! المترفون أو الأَرَضيّونْ اصبحوا اليوم حجر عثرة امام تقدم نمو حرية الانسان في العراق فهم يسهمون بشكل كبير في اخضاع الاخرين للقبول بقيم اجتماعية و سياسية فاسدة بدلا من دفعهم لتبني مواقف مناهضة لها و عندما اقول فاسدة فإنما اقصد المعنى بتمامه, واخطر انواعه الترف الثقافي و الترف الديني ..الاول يقوده المثقف المترف الذي حول المنظومة القيمية و الفكرية و الحضارية الى مادة يستهلكها بشكل يومي لترتيب اموره الحياتية ولو على حساب التزامه الاخلاقي و الوطني و سلعة كمالية يستعرضها عند الحاجة فسخر نصوصه لخدمة السلطة لا الدولة فجلد بها الوعي و النباهة الاجتماعية حتى اصبح شرطيا لم يفقه شيئا من مبادئ حقوق الانسان فأستحب العمى على الاستبصار و التبصير فانحدر بالمستوى الذهني للمجتمع الى التفتيت و التكسير بدلا من البناء الرصين .. لقد نسف هؤلاء نظرية ( الكلمة / الرصاصة ) و اعادوا صياغتها بطريقة جديدة وجهت فيها الرصاصة الى جسد المجتمع فأردته صريعا , بعض المترفين من هذا النوع لم يسمحوا للسلطة بامتطائهم مباشرة و لكن خوفهم و انكسارهم دفعهم للبحث عن جحور مظلمة حتى نافسوا الصراصر في مساكنها فأصبحوا متلبسين بشعور دائم يدفعهم للصراخ و لكن في حدود اقبيتهم المظلمة ! فساهموا بشكل مباشر في عزل و تغييب المثقف العضوي الملتصق بقضايا وهموم الوطن والمهتم بدعم حرية الكلمة . النوع الاخر من الترف الأَرضَوْي هو ذلك المرتبط بالسلوك الذي يتمحور حول تقديم القيم و الممارسات الدينية كممارسات كرنفالية خالية من اي بعد روحي و اجتماعي قادر على بناء نظم حياتية تهب الانسان حريته الفكرية و تمنحه طاقة متجددة للتغيير و التجديد ورفض الخضوع و التبعية و الانقياد الاعمى و مجابهة الانحراف .. دين يدفع المجتمع لعبادة وثنية لا تمت تعاليمها الى السماء بصلة , دين لا يتعدى اثره بعض الممارسات الباهتة المرتبطة بمظاهر خارجية ,لحية طويلة , جلباب , خواتم و بضعة القاب  !! دين يستطيع الكل الانتماء اليه دون ان يكون لهم القدرة لمعرفة و ادراك ماهيّة هذا الانتماء و ما يفرضه عليهم من التزامات . نوعي الترف يسهمان بشكل كبير وخطير في استنزاف و افراغ محتوى الانسان الفكري والروحي و يبعثان بقدراته نحو مجاهيل الوهن والضعف و السلبية و الفشل في تنظيم شبكة علاقاته الاجتماعية القادرة على التواصل الانساني و الحضاري . دعوة لفرز و تشخيص و محاصرة دودة الأرضَة و مكافحتها قبل ان تنخر بجذع النخلة العتيدة ...

فـــاهــــم ســـــــوادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق