بــالـــطــــول ... بـــالـــعــرض
منذ ما يقرب من العشر سنوات تشهد ما توصف اعلاميا - بالعملية السياسية -
صراعا مريرا بين اقطابها على مختلف الاصعدة لم يجني العراق منه الا مزيدا من
الدمار و التخريب و التخلف في شتى الميادين , دمار تجاوز حدود المألوف في المجتمعات
التي تشهد تغييرا في نظمها السياسية والتي تخضع لهيمنة سياسية و اقتصادية و عسكرية
, ابرز العلامات الفارقة في هذا الصراع هي رغبة الجميع في اقصاء الجميع ! فلا نقطة
التقاء واحدة تبعث نحو تبني اطرافها لمشروع بناء دولة الجميع والقاسم المشترك بين
الفرقاء هو التناقض العميق حتى بين اطراف الفريق الواحد . فكرة حكومة الاغلبية
السياسية التي اوجدتها الديمقراطية في بقاع الارض لم تجد لها موطئ قدم على ارض
الرافدين لاشتباك اسنّة الزعامات الدينية و العرقية و التدخل السافر للقوى الدولية
والاقليمية في ساحة الصراع الذي تخطى حدود المنطق السياسي المألوف و أقحم (مراهقي السياسة ) في اتون معمعة لعبة المعادلة
الصفرية ! فلا تطور ايجابي ينسجم مع حجم التضحيات الجسيمة التي دفعها الشعب طوال
عمر – العملية السياسية – ولا امل على الأمد القريب في اقتحامهم للعبة المعادلات المنطقية
التي تستند الى الاتكاء على الثوابت و ليس المتغيرات والاسباب كثيرة . استمرار
الازمة السياسية الخانقة تعكس في نهاية المطاف حقيقة الصراع المستميت بين الكتل
السياسية على توزيع غنائم السلطة و تبين فشل ( مراهقي القيادة ) في ادارة الصراع
على نحو بنّاء يوفّق بين المصالح الفئوية و مصلحة الوطن العليا .. كل ما يثار على
وسائل الفضائيات و الصحف و المواقع الالكترونية حول شكل المنهج او الرؤية السياسية
الجديدة التي يلّوح البعض باعتمادها للخروج من عنق الزجاجة و فتح افاق العملية
السياسية المغلقة منذ نشأتها ليست سوى محض استهلاك لمصطلحات سياسية , فلا حكومة
شراكة بمفهومها المحاصصاتي ولا حكومة اغلبية سياسية تنطلق من بعد مذهبي قادرة على
وضع القدم على جادة الصواب .. الدفع و الجذب أو الشد في التصريحات – الجنجلوتية -
لكبار ساسة العراق لن يسهم في فتح الآفاق المغلقة لتجاهلها اهم دعائم التنشئة
السياسية في المجتمع التي ينبغي توفرها
لتحقيق مقدمات النجاح هي تعزيز و تكريس و ترسيخ و تجذير مبدأ المواطنة و الانتماء الوطني
بدلا عن لعبة توازن المكونات .. و يبقى مفتاح الحل بيد الشعب أن راد تغيير
المعادلة لمصلحته في الانتخابات القادمة .
فــاهم ســـوادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق