الأحد، 28 أكتوبر 2012

بالـــطـــــــــول .... بـالــعـــــــرض ..!



بــالـــطــــول ... بـــالـــعــرض
منذ ما يقرب من العشر سنوات تشهد ما توصف اعلاميا - بالعملية السياسية - صراعا مريرا بين اقطابها على مختلف الاصعدة لم يجني العراق منه الا مزيدا من الدمار و التخريب و التخلف في شتى الميادين , دمار تجاوز حدود المألوف في المجتمعات التي تشهد تغييرا في نظمها السياسية والتي تخضع لهيمنة سياسية و اقتصادية و عسكرية , ابرز العلامات الفارقة في هذا الصراع هي رغبة الجميع في اقصاء الجميع ! فلا نقطة التقاء واحدة تبعث نحو تبني اطرافها لمشروع بناء دولة الجميع والقاسم المشترك بين الفرقاء هو التناقض العميق حتى بين اطراف الفريق الواحد . فكرة حكومة الاغلبية السياسية التي اوجدتها الديمقراطية في بقاع الارض لم تجد لها موطئ قدم على ارض الرافدين لاشتباك اسنّة الزعامات الدينية و العرقية و التدخل السافر للقوى الدولية والاقليمية في ساحة الصراع الذي تخطى حدود المنطق السياسي المألوف و أقحم  (مراهقي السياسة ) في اتون معمعة لعبة المعادلة الصفرية ! فلا تطور ايجابي ينسجم مع حجم التضحيات الجسيمة التي دفعها الشعب طوال عمر – العملية السياسية – ولا امل على الأمد القريب في اقتحامهم للعبة المعادلات المنطقية التي تستند الى الاتكاء على الثوابت و ليس المتغيرات والاسباب كثيرة . استمرار الازمة السياسية الخانقة تعكس في نهاية المطاف حقيقة الصراع المستميت بين الكتل السياسية على توزيع غنائم السلطة و تبين فشل ( مراهقي القيادة ) في ادارة الصراع على نحو بنّاء يوفّق بين المصالح الفئوية و مصلحة الوطن العليا .. كل ما يثار على وسائل الفضائيات و الصحف و المواقع الالكترونية حول شكل المنهج او الرؤية السياسية الجديدة التي يلّوح البعض باعتمادها للخروج من عنق الزجاجة و فتح افاق العملية السياسية المغلقة منذ نشأتها ليست سوى محض استهلاك لمصطلحات سياسية , فلا حكومة شراكة بمفهومها المحاصصاتي ولا حكومة اغلبية سياسية تنطلق من بعد مذهبي قادرة على وضع القدم على جادة الصواب .. الدفع و الجذب أو الشد في التصريحات – الجنجلوتية - لكبار ساسة العراق لن يسهم في فتح الآفاق المغلقة لتجاهلها اهم دعائم التنشئة السياسية في المجتمع  التي ينبغي توفرها لتحقيق مقدمات النجاح هي تعزيز و تكريس و ترسيخ و تجذير مبدأ المواطنة و الانتماء الوطني بدلا عن لعبة توازن المكونات .. و يبقى مفتاح الحل بيد الشعب أن راد تغيير المعادلة لمصلحته في الانتخابات القادمة .
فــاهم ســـوادي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق